للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحابه وأمره أن يحرق عليهم بيت سويلم ففعل طلحة (١)».

وهؤلاء المنافقون تآمر نفر منهم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتضييق على راحلته وأن يطرحوه صلى الله عليه وسلم من رأس عقبة في الطريق، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان بأسمائهم قيل عددهم (١٤)، وقيل (١٢) رجلا. وقد روى حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «في أصحابي اثنا عشر منافقا، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يدخل الجمل في سم الخياط (٢)».

وكان ذلك النفر المتلثمون، قد اعترضوا في العقبة، فصرخ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فولوا مدبرين، «فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر اللذين كانا يحرسان رسول الله في الطريق: " هل عرفتم القوم؟ " قلنا: لا؛ لأنهم كانوا متلثمين. قال: " هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، وهل تدرون ما أرادوا؟ ". قلنا: لا. قال: " أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة فيلقوه منها " قلنا: يا رسول الله، أو لا تبعث إلى عشائرهم، حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ قال: " لا، أكره أن يتحدث العرب بينها أن محمدا قاتل لقومه، حتى إذا أظهره الله بهم، أقبل عليهم يقتلهم " ثم قال: اللهم ارمهم بالدبيلة "، قلنا يا رسول الله وما الدبيلة؟ قال: " هي شهاب من نار تقع على نياط قلب أحدهم فيهلك (٣)»


(١) البداية والنهاية ٥/ ٦، ٧.
(٢) صحيح مسلم صفات المنافقين وأحكامهم (٢٧٧٩)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٩٠).
(٣) انظر البداية والنهاية لابن كثير ٥/ ٢٤ - ٢٧.