غزوة تبوك، فأطلع الله نبيه على أعمالهم حيث بعث إليهم من يحرق عليهم بيت سويلم، فتم ذلك.
في هذا الجو المشحون بالتدابير البشرية، والمخططات الهادفة إلى إسكات صوت الحق، والإرجاف برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، حتى ينفض الناس من حولهم:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(١).
في هذا الجو المليء بالمؤامرات والمكائد وتحركه قلوب امتلأت حقدا وكراهية للرسالة وحاملها صلى الله عليه وسلم كان الجيش الذي التف حول رسول الله ودعوته الطاهرة النقية تكتنفه العسرة والضيق الشديد من جميع المتطلبات المرغوبة لمثل هذه الحالة فهو في حاجة إلى ما يؤمن غذاء المجاهدين وهو ما يعرف في المصطلحات الجديدة للجيوش: الإمدادات والتموين.
فالدولة الفتية في المدينة لا ميزانية لها تجعلها قادرة على تحمل جميع النفقات، ولا ثراء عند الصحابة لأن المهاجرين تركوا أموالهم وتجارتهم، وهاجروا لمدينة رسول الله رغبة فيما عند الله، وأهل المدينة من أهل الحرث والزرع، ولذا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى النفقة والمساهمة والحمل في سبيل الله، لبعد المسافة، ولمجابهة عدو أكثر عددا وعدة. فتسابق المؤمنون الصادقون كل بمقدرته: من مال وزاد، وإبل ومتطلباتها، ليحمل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقراء-