للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الرجل ماش على الطريق، فقال صلى الله عليه وسلم: " كن أبا ذر " فلما تأمله القوم قالوا: هو والله أبو ذر. . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده» وقد مر بنا شيء من حكايتيهما (١).

وقد مات رحمه الله في الربذة وحيدا، ووضعه أهله على الطريق فمر به عبد الله بن مسعود وصلى عليه ودفنه، وترحم عليه، وذكر لمن معه ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه في غزوة تبوك.

٢ - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لمن سأله عن شأن ساعة العسرة: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا وأصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن أحدنا ليذهب فيلتمس الرحل، فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع. . حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعتصر فرثه فيشربه، ثم يجعل ما بقي على كبده.

فقال أبو بكر رضي الله عنه: «يا رسول الله، إن الله قد عودك في الدعاء خيرا، فادع الله لنا. فقال: " أو تحب ذلك؟ " قال: نعم. قال: فرفع رسول الله يديه إلى السماء فلم يرجعها حتى تهيأت السماء، فأطلت ثم سكبت الماء، فملأوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر». إسناده جيد. وقد ذكر ابن إسحاق بالإسناد: أن هذه القصة كانت وهم بالحجر، في


(١) تراجع ص (٣٣١) من هذا البحث لوجود اختلاف بين الروايتين.