للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اثنا عشر رجلا، وكرا للفساد والكفر والعناد، فعصم الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيه، وذلك أنه كان على جناح سفر لتبوك، فلما رجع من تبوك، نزل بذي أوان - مكان بينه وبين المدينة ساعة- وبعد ما استقر نازلا في هذا المكان، أنزل الله عليه الوحي في شأن هذا المسجد [الآيات ١٠٧ - ١١٠ من سورة التوبة].

وسماه الله ضرارا، لأنهم أرادوا المضاهاة لمسجد قباء، وكفرا بالله لا للإيمان، وإرصادا لمن حارب الله ورسوله، وتفريقا للجماعة عن مسجد قباء.

وبعد أن أطلع الله نبيه على مقاصد أهل هذا المسجد، أرسل عليه الصلاة والسلام رجلين لهدمه، وتحريقه بالنار فحرقاه وتفرق أهله عنه.

١٨ - وفي هذه الغزوة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه صلاة الفجر، أدرك معه الركعة الثانية منها، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب يتوضأ، ومعه المغيرة بن شعبة، فأبطأ على الناس، فأقيمت الصلاة، فتقدم عبد الرحمن بن عوف، فلما سلم ورأى النبي صلى الله عليه وسلم يكمل ما فاته من الصلاة أعظم الصحابة ذلك. فقال عليه الصلاة والسلام: " أحسنتم وأصبتم " حسب رواية البخاري رحمه الله. .

١٩ - وفي غزوة تبوك حصلت قصة الثلاثة الذين خلفوا، وما حصل لهم من بلاء وامتحان مدة خمسين ليلة، وتاب الله