للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن بن عوف وعثمان - رضي الله عنهم -، وأيضا فلو قرأ رجل بحرف من حروفهم التي تخرج عن مصحف عثمان ففيه روايتان عن مالك وأحمد وأكثر العلماء يحتجون بما ثبت من ذلك عنهم، فكيف يكفر فاعل ذلك. وأما اتباع رسم الخط بحيث يكتبه بالكوفي فلا يجب عند أحد من المسلمين وكذلك اتباعه فيما كتبه بالواو والألف هو حسن لفظ رسم خط الصحابة (١).

وأما تكفير من كتب ألفاظ المصحف بالخط الذي اعتاده فلا أعلم أحدا قال بتكفير من فعل ذلك، لكن متابعة خطهم أحسن هكذا نقل عن مالك وغيره. . . والله أعلم.

وسئل أبو العباس بن تيمية أيضا - رحمه الله - عمن يقول: إن الشكل والنقط من كلام الله تعالى هل ذلك حق أو باطل. . الخ (٢).

فأجاب: الحمد لله رب العالمين، المصاحف التي كتبها الصحابة لم يشكلوا حروفها ولم ينقطوها فإنهم كانوا عربا لا يلحنون، ثم بعد ذلك في آخر عصر الصحابة لما نشأ اللحن صاروا ينقطون المصاحف ويشكلونها وذلك جائز عند أكثر العلماء وهو إحدى الروايتين عن أحمد، وكرهه بعضهم، والصحيح أنه لا يكره، لأن الحاجة داعية إلى ذلك ولا نزاع بين العلماء أن حكم الشكل والنقط حكم الحروف المكتوبة فإن النقط تميز بين الحروف كما أن الشكل يبين الإعراب لأنه كلام من تمام الكلام ويروى عن أبي بكر وعمر أنهما قالا: إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه، فإذا قرأ القارئ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٣) كانت الضمة والفتحة والكسرة من تمام لفظ القرآن. . . " اهـ المقصود.

يتبين مما ذكر ما يأتي:

(١) ضابط ما يحذف مما يزاد في رسم المصحف العثماني من الحروف وما يتسثنى من ذلك وما يبدل من غيره وما يرسم ألفا من ذلك وما يرسم ياء، ومنع التغيير فيما ثبت من الرسم العثماني.


(١) هكذا بالأصل المطبوع
(٢) ص ١٠٠ - ١٠١ - ١٠٢ - ٥٧٦ وغيرها
(٣) سورة الفاتحة الآية ٢