واحد منهم أجره إلا واحدا ترك أجره، فنميته له حتى بلغ إبلا وبقرا وغنما ورقيقا، فجاء يطلب أجره، فقلت له: كل هذا من أجرك- يعني الإبل والبقر والغنم والرقيق- فقال: يا عبد الله، اتق الله ولا تستهزئ بي. فقلت له: إني لا أستهزئ بك إنه كله مالك. فساقه كله. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا جميعا يمشون (١).
وذا يدل على أن التوسل بالأعمال الصالحة الطيبة أمر مشروع، وأن الله جل وعلا يفرج به الكربات، كما جرى لهؤلاء الثلاثة. أما التوسل بجاه فلان وبحق فلان أو بذات فلان فهذا غير مشروع، بل هو من البدع كما تقدم، والله ولي التوفيق.
(١) رواه البخاري في (أحاديث الأنبياء) باب حديث الغار برقم (٣٤٦٥).