ج: الواجب على المسلم أن يؤدي العمل بأمانة وإخلاص، متقيا الله، مراقبا الله في كل أحواله، فيحافظ على الدوام وقتا وأداء، ويؤدي العمل على الوجه المطلوب، ولا ينبغي له أن يخل بالعمل الرسمي، ويتعلل بكثرة الأعمال، ويحاول أن يطلب خارج الدوام لكي يكمل فيه ما عجز عنه من أعمال أثناء الدوام الرسمي، فإن من أهمل الدوام الرسمي لأجل أن يعطى خارج الدوام مع قدرته على أداء العمل بالوقت، فيعتبر طلبه لخارج الدوام طلبا في غير محله، وأخذ مال بغير حق، ثم من أعطي خارج الدوام وكلف بخارج الدوام، فيجب أن يحافظ على هذا الوقت، ولا يقول: هذا وقت ليس رسميا أحضر يوما وأغاب أياما، لا بل حافظ على هذا الوقت خارج الدوام في كل أيام الأسبوع الرسمي وأد العمل على الوجه المطلوب وواظب عليه وقتا وأداء. وأما أن تقول: أخرج بالمعاملات للبيت وأؤدي العمل بمنزلي، فإن هذا يعتبر تقصيرا منك؛ فإنك كلفت بالعمل لتعمل به داخل الدائرة وتؤدي العمل بإخلاص، فإذا خرجت بالمعاملات فمعناه أن العمل لا يقتضي العمل خارج الدوام، وإنما هي أشياء يسيرة وبالإمكان أداؤها وقت الدوام الرسمي، ثم ما تأخذه آخر الشهر من مبلغ نتيجة توقيع المسئول شهادة أداء العمل وأنت لم تؤده يعتبر هذا كذبا منك وخيانة لأمانتك، وهذه المبالغ التي حصلت عليها مع تقصيرك في العمل وعدم مواظبتك على الوقت يجب أن تتصدق بها فلعل الله أن يعفو عنك مع التوبة إلى الله، ولو أمكن إرجاعها إلى الدائرة لكان أولى، فإذا تعذر