مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، الذي انتقل إلى رحمة الله فجر يوم الخميس ٢٧ / محرم ١٤٢٠ هـ الموافق لتاريخ ١٣ / مايو ١٩٩٩ م، ليس أمرها بهين، لأنه علم لا كالأعلام، وإمام حبس نفسه على خدمة الإسلام والمسلمين، والضعفاء والمساكين، يتحسس آلامهم، ويتوجع لما يصيبهم، ويسعى بجهده وجاهه في مصالحهم، ويهتم بالإجابة على تساؤلاتهم كتابيا وشفويا وهاتفيا، فيحل بذلك ما اشتد لديهم من مشكلات، وقضايا سواء كانت فردية أو أسرية، أو اجتماعية. . فيصدر الجميع عن ورده مقتنعين، ومن منهل علمه مرتوين، عللا بعد نهل.
وقد برزت آثار ذلك، ونماذج عن مكانته في النفوس، في كل مكان يوجد فيه مسلمون على وجه الأرض، بأصداء ما قيل وكتب بعد وفاته. . وهذا من باب: «اذكروا محاسن موتاكم (١)». بل إن جنازته التي صلي عليها بعد صلاة الجمعة بالمسجد الحرام ٢٨ محرم ١٤٢٠ هـ، والجماهير التي شيعته إلى مثواه حيث وري جثمانه في مقبرة العدل بمكة، تذكر بمقولة الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: الموعد يوم الجنائز، وبما ذكر ابن كثير - رحمه الله - في تاريخه، والذهبي في سير أعلام النبلاء، عن جنائز علماء الإسلام، وما انعكس في يوم وفاة مشاهيرهم، وعدد المشيعين، كالإمام أحمد بن حنبل الذي توفي في بغداد، والإمام أبي حنيفة الذي توفي بها أيضا، وشيخ الإسلام ابن تيمية الذي توفي في دمشق، والعز بن عبد السلام الذي توفي بمصر، وغيرهم.
(١) سنن الترمذي الجنائز (١٠١٩)، سنن أبو داود الأدب (٤٩٠٠).