للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها، إلا أخلف الله خيرا منها " فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها. فأخلف الله علي رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من أبي سلمة (١)».

ونسأل الله أن يخلف على المسلمين خيرا، وأن يجعل في علمائهم العوض والكفاية في كل أمر، وأن يعز دينه، ويعلي كلمته.

ولا شك أن فقد العلماء، شديد الوطأة، لأنهم ورثة الأنبياء، وصمام الأمان عندما تدلهم الأمور، والمصيبة بفقد عالم جليل كالشيخ عبد العزيز بن باز، والتألم من فراقه في ساحة العلم والدعوة إلى الله، ولتحمله هموم المسلمين في كل مكان، ألم ذلك أكثر على المحيطين به، والسابرين أغوار نفسه، والعارفين بحقيقة طبعه، وحبه للخير والمساعدة في ذلك، لأنه يحثهم على التأدب بذلك الأدب الرفيع، المستمد من مدرسة دين الإسلام، وفق أعمال القدوة الصالحة من سلف الأمة، ووفق ما تحث تعاليم هذا الدين الذي رضيه الله لخير أمة أخرجت للناس. . في مثل هذه النصوص الكريمة. قال الله سبحانه: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (٢)


(١) رواه مسلم في صحيحه، ومالك في الموطأ، وأبو داود وابن ماجه في الجنائز.
(٢) سورة البقرة الآية ١٩٥