للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من علمه، وجهله من جهله (١)».

ومع كثرة ما يصيب الشيخ - رحمه الله - من أمراض، فإنه يتحمل، ولم يتوقف عن العمل يوميا في حياته، لقد كان الاهتمام بأمور المسلمين، والرغبة في إفادتهم وقضاء حوائجهم هاجسه الدائم، حتى إذا اضطره المرض للمكث في المستشفى: ساعات للكشف والتداوي، أو أياما للراحة وتنظيم العلاج، فإنه لا يتوقف عن العمل، ولا راحة لديه إلا بقدر ما ينتج من عمل.

في يوم الأربعاء ٢٦ محرم ١٤٢٠ هـ وهو يوم خروجه من المستشفى بالطائف، دعانا بعد الظهر مع ما يحس به من مرض شديد في الجهاز الهضمي للعمل، وتلاوة المعاملات عليه، فأنجزها. وفي مغرب ذلك اليوم جلس للناس كعادته، وهو بكامل حواسه وذاكرته، فأنجز أمورا عديدة في فتاوى الطلاق، وفي الفتاوى الشفهية، وفي الرد على الهاتف. . ولم يبن عليه مظهر الإعياء والتعب، ولم يلاحظ الناس عليه سوى حضوره في العربة، ولم يأت ماشيا كالمعتاد، وما ذلك إلا أن قلة الشهية للطعام أضعفت قواه.

وفي فجر تلك الليلة قام كعادته للصلاة قبل الفجر بساعة، فصلى ما كتب الله له أن يختم حياته به، ثم نزل به أمر الله، وفي الطريق إلى المستشفى مع إطلالة فجر يوم الخميس ٢٧ محرم ١٤٢٠ هـ فاضت روحه بدون ضجر أو ألم. . وقد تجاوز التاسعة


(١) حديث صحيح رواه الإمام أحمد في (المسند) برقم (٣٥٧٨، ٣٩٢٢، ٤٢٣٦، ٤٢٦٧)، والحاكم في (المستدرك) ٤/ ٣٩٩، وابن حبان في صحيحه برقم (٦٠٦٢) عن ابن مسعود.