للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوم القيامة؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، نعوذ بالله من الخسران.

وقد افتتح الله صفات المؤمنين الواردة في سورة المؤمنون بقوله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (١)، واختتمها بقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (٢)، ثم عقب على هذه الصفات بقوله سبحانه: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} (٣) {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٤).

فالواجب على كل مسلم أن يحافظ على الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها، وأن يتجنب ما يبطلها أو ينقص منها.

ولقد رأيت أنه من المناسب الكتابة في موضوع مهم يتعلق بالصلاة، وهو حكم الكلام وما شابهه في الصلاة، وذلك للأسباب التالية:

١ - أهمية الصلاة في الدين؛ ولأنه يجب على كل مكلف أن يعلم أحكام الله تعالى في كل فعل يقدم عليه، فإن لم يتعلم ذلك كان عاصيا، وعلم الإنسان بحالته التي هو فيها فرض العين من العلم (٥).

٢ - أنني لا أعلم أن أحدا ألف مؤلفا مستقلا في هذا الموضوع.

٣ - أنني قد طالعت بعض كتب الفقه وشروح الحديث فرأيت اختلاف أهل العلم - رحمهم الله - في هذا الموضوع، فمنهم من تساهل حتى صحح الصلاة مع الكلام المتعمد ولو لغير إصلاح الصلاة،


(١) سورة المؤمنون الآية ٢
(٢) سورة المؤمنون الآية ٩
(٣) سورة المؤمنون الآية ١٠
(٤) سورة المؤمنون الآية ١١
(٥) انظر الذخيرة ٢/ ١٣٩.