للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن يتأكد ممن يبذل له زكاة ماله فيتفقد أحوال المحتاجين والضعفاء ويتحسس آلامهم وحاجاتهم فيبذل لهم زكاته حتى تقع زكاته في محلها وأهلها الذين ذكرهم الله في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ} (١).

فالله سبحانه العليم الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها حدد مصارف الزكاة في ثمانية أصناف لا يجوز صرفها لغيرهم، وهم:

الأول: الفقير، وهو من يجد أقل من نصف كفايته وهو أشد حاجة من المسكين؛ لأن الله بدأ به.

الثاني: المسكين، وهو من يجد نصف كفايته أو أكثرها ولا يجد كفايته كاملة.

الثالث: العاملون عليها، وهم الذين يوكلهم ولي الأمر لجباية الزكاة، ويدخل فيهم الكتاب والخراص والحفاظ، فإذا لم يعطوا من بيت المال، فإنهم يعطون أجرتهم من الزكاة.

الرابع: المؤلفة قلوبهم، وهم السادة والكبراء والرؤساء الذين يطاعون في أقوامهم ممن يرجى بعطيته إسلامه أو كف شره أو قوة إيمانه، أو يرجى بعطيتهم إسلام نظرائهم أو الدفاع عن المسلمين.

الخامس: وفي الرقاب، وهم العبيد المكاتبون الذي يشرون أنفسهم من سادتهم، ولا يجدون وفاء لفك رقابهم من الرق،


(١) سورة التوبة الآية ٦٠