للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصدقة عليهم صدقة وصلة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة (١)» أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه. وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح (٢)» أخرجه الإمام أحمد في مسنده.

وبذلك يتبين أن الزكاة فيها خير عظيم ومصالح كثيرة للعباد. فمن آثارها الطيبة على آخذ الزكاة وعلى المجتمع: أنها تسد حاجة الفقراء والمحتاجين والضعفاء، وتعينهم على ما أوجب الله عليهم، وتخفف من همومهم، وتفرج كربتهم، وتدخل السرور عليهم وعلى من يعولون من أطفال وعجائز وشيوخ كبار ومرضى وأيتام، فيعيشون في سعادة وهدوء بال، وتصان كرامتهم، وتزول الفوارق الطبقية بينهم وبين الأغنياء أو تقل، وتقوى أواصر المحبة بينهم، فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.

كما أن الزكاة تطهرهم من الحسد والبغضاء تجاه أصحاب الأموال، وبالتالي تقل جرائم السرقات والتخريب والقتل من أجل الاستيلاء على الأموال والحصول على لقمة العيش، وبذلك تصلح أحوال المجتمع الإسلامي، وتصلح حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية؛


(١) رواه النسائي في (الزكاة) باب الصدقة على الأقارب برقم ٢٥٨٢، وابن ماجه في (الزكاة) باب فضل الصدقة برقم ١٨٤٤.
(٢) رواه الإمام أحمد في (مسند الأنصار)، حديث أبي أيوب الأنصاري برقم ٢٣٠١٩، والدارمي في (الزكاة) باب الصدقة على القرابة برقم ١٦٧٩.