للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعليك أخي المسلم أن تقابل إحسان الله عليك وجوده وكرمه بالجود والإحسان على الفقراء والمساكين والمحتاجين، ولا يقف إحسانك على بذل الزكاة الواجبة، بل تسابق إلى نوافل الطاعات، فتتصدق من مالك صدقة التطوع؛ فإنها سبب للنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، كما أنها تقي مصارع السوء وتدفع ميتة السوء، وتطفئ غضب الرب سبحانه، ويظل الله صاحبها في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وسببا لمضاعفة الحسنات، قال الله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} (١).

وقال صلى الله عليه وسلم:. . . «الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار (٢)» أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وقال صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر (٣)» رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني قال: هم الأخسرون ورب الكعبة فقلت: فداك أبي وأمي، من هم؟ قال: هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا من بين يديه ومن


(١) سورة البقرة الآية ٢٤٥
(٢) رواه الترمذي في (الجمعة) باب ما ذكر في فضل الصلاة برقم ٦١٤.
(٣) رواه الطبراني في (الفتح الكبير) حرف الصاد باب صنائع المعروف تقي مصارع السوء برقم ٧٢٦٦.