للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما يتلى فيها من المنكرات والأضاليل والخزعبلات، وفي مقدمة المنكرات الغلو في شخص الرسول عليه الصلاة والسلام تقليدا للنصارى، ومصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: فمن؟ (١)» فلقد غلا النصارى في شخص عيسى عليه السلام وأنكروا بشريته، وقالوا عنه - زورا وبهتانا وإثما مبينا - بأنه ابن الله، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

لقد كان صلى الله عليه وسلم شديد الحذر على أمته أن تسلك المسلك الذي سلكه النصارى في رسولهم عيسى عليه السلام، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله (٢)». وقال أيضا: «إياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو (٣)».


(١) صحيح البخاري الأدب (٦١٣٠)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٤٠)، سنن أبو داود الأدب (٤٩٣١)، سنن ابن ماجه النكاح (١٩٨٢)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٣٤).
(٢) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٤٤٥)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٤٧).
(٣) سنن النسائي مناسك الحج (٣٠٥٧).