للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعندما أغار على المدينة بعض المرتدين ليلا خرج الصديق إليهم بمن كان معه في المسجد ففر المغيرون، وأدركهم الصديق رضي الله عنه فحصل اللقاء، ووضع الصديق فيهم السيف ثم رجع إلى المدينة، واستقر فيها حتى عاد جيش أسامة منتصرا. بعدها خرج الصديق إلى ذي القصة فعقد أحد عشر لواء لقتال المرتدين، وجعل على كل لواء قائدا، ووجههم جميعا إلى جهات من الجزيرة، وهي الجهات التي فيها الردة.

أولا: القضاء على دعوة طليحة بن خويلد الأسدي (١١هـ):

كان ممن ادعى النبوة ودعا الناس لاتباعه طليحة بن خويلد الأسدي، فاتبعه بنو أسد وغطفان، فأرسل الصديق إليه خالد بن الوليد رضي الله عنه (ت ٢١ هـ) على رأس اللواء الأول إلى البزاخة جهة جبال طيئ التي أقام فيها طليحة ومن تبعه من قبائل العرب، وكان الصديق قد بعث عدي بن حاتم (ت ٦٨ أو ٦٧ هـ)، وقال له: أدرك قومك لا يلحقوا بطليحة. فذهب عدي إليهم فتمنعوا مدة ثم قبلوا.

وبعد وصول خالد إلى بني طيئ خرج إليه عدي فقال: أنظرني ثلاثة أيام، فإنهم قد استنظروني حتى يبعثوا إلى من تعجل منهم إلى طليحة فيرجعوا إليه، فإنهم يخشون إن تابعوك أن يقتل طليحة من سار إليه منهم، وهذا أحب إليك من أن يعجلهم إلى النار. فلما كان بعد ثلاث جاءه عدي في خمسمائة مقاتل ممن راجع