للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبعث إليهم الصديق العلاء بن الحضرمي. رضي الله عنه (ت: ١٤ هـ) فأكرمه الله تعالى ببعض الكرامات. ولما اقترب من جيوش المرتدين نزل وبات الجيش، فبينما المسلمون في الليل إذ سمع العلاء أصواتا عالية قي جيش المرتدين، فأرسل رجلا ليكشف الخبر، فوجدهم سكارى، فركب العلاء إليهم ووضع فيهم السيف، ولم ينج إلا القليل، وكان الحطم بن ضبيعة نائما فقام فزعا وركب جواده فانقطع ركابه، فجعل يقول: من يصلح لي ركابي؟ فجاء رجل من المسلمين في الليل وقال: أنا أصلحها لك، ارفع رجلك فلما رفعها ضربه بالسيف فقطعها مع قدمه، فقال الحطم: أجهز علي. فقال: لا أفعل، وصار يسأل كل من مر عليه أن يقتله، والمسلمون يأبون حتى مر أحدهم فقتله، فلما وجد رجله مقطوعة ندم (١).

وهكذا قضي على ردة أهل البحرين، واستقام الأمر فيها للمسلمين. وتلك من أهم حوادث الردة التي استطاع أبو بكر رضي الله عنه القضاء عليها، فعادت دولة الإسلام قوية منصورة، ولله المنة والفضل.


(١) انظر: البداية والنهاية، ابن كثير، جـ ٦ مصدر سابق، ص ٣٢٧، ٣٢٨