للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلامية وجاهد في سبيل الله من أجل نشرها.

ولما كانت الدعوة إلى الله تعالى دعوة عالمية وللناس كافة فقد كلف الله تعالى المسلمين بنشرها في كل زمان ومكان، وذلك في قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١)، وقال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (٢)، وقال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (٣).

لذلك عندما استخلف الصديق رضي الله عنه تحمل مسئولية نشر الدعوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان مثالا للأمانة والقوة في حمل العبء، فقضى على فتنة المرتدين وجعل عهده عهد كفاح وجهاد، امتدادا لعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان الصديق رضي الله عنه يرى أنه لا مناص أمامه من فتح البلاد التي تدين بغير دين الإسلام لكي يؤمن الطريق أمام الدعوة لتأخذ طريقها إلى قلوب الشعوب، فتختار ديانتها دون إكراه؛ لذلك سيرت الجيوش إليها، وعند وصولها بدأت الدعوة، ثم عرض الخصلتين


(١) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٢) سورة الأنفال الآية ٣٩
(٣) سورة التوبة الآية ٢٩