للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العربي الإسلامي، كان المحاربون المسلمون قد فرضوا على أنفسهم روحا من التسامح مع غير المسلمين ومع الشعوب المغلوبة. وفي زمن لم يكن فيه العنف يعرف شرعا ولا عاطفة، أصدر أبو بكر - رضي الله عنه- أول خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم إلى جنوده التعليمات المشهورة المرنة كثيرا التي تختصر الروح الخلقي للقانون الإسلامي. . .) (١). .

ويقول بيجي رودريك peggy Raderik (٢) : (. . . ما أن كان الإسلام يدخل بلدا من البلدان المفتوحة حتى يقبل أهلها جميعا على اعتناقه ويعاملون معاملة الفاتحين سواء بسواء، ومن احتفظ منهم بدينه لقي أكرم معاملة) (٣).

كما يقول أيضا: (قوانين الحرب في الإسلام تعتبر أكثر القوانين إنسانية ورأفة، فهي تضمن السلامة التامة للنساء والولدان والشيوخ وجميع غير المحاربين. فليس هناك في نظر الإسلام أبشع من جريمة قصف المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة ومساكن المدنيين في المنطقة المعادية، وإنما يجعل الإسلام لهذه المرافق الإنسانية قدسيتها ويحذر من المساس بها، فهذه هي الوصية التي كان يوصي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قادة المسلمين، وكذلك كان موقف الخلفاء الراشدين من بعده- رضي الله عنهم- بل لقد ظلت هذه سمة بارزة في جميع الحروب


(١) انظر: قالوا عن الإسلام، خليل، ص ٢٧٤.
(٢) تقدمت ترجمته في هامش رقم ٢ ص ٥٥
(٣) انظر: قالوا عن الإسلام، خليل، مرجع سابق، ص ٢٨٧.