للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن تيمية: (وأما الإحسان فهو أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإيمان، والإيمان أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإسلام، فالإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام، والمحسنون أخص من المؤمنين، والمؤمنون أخص من المسلمين) (١).

وقال ابن حجر: (المقصود: إتقان العبادة. . . وإحسان العبادة الإخلاص فيها والخشوع، وفراغ البال حال التلبس بها، ومراقبة المعبود. . .، ومشاهدة الحق بقلبه كأنه يراه بعينه. . .، وأن يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمله. . . وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته " (٢).

والإحسان: لب الإيمان، وروحه، وكماله (٣).

قال الحافظ الحكمي: (فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث «سؤال جبريل لما قال له: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك (٤)» فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين، أعلاهما عبادة الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة. والثاني: مقام المراقبة) (٥).

وقال أيضا: (هو تحسين الظاهر والباطن، وهو أعلى مراتب


(١) فتاوى ابن تيمية جـ ٧ ص ١٠ ط سنة ١٣٩٨ اهـ.
(٢) فتح الباري جـ ١ ص١٢٠ بتصرف.
(٣) انظر: تهذيب مدارج السالكين ص ٤٨١ للغزي. .
(٤) صحيح مسلم الإيمان (٨)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٠)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠)، سنن أبو داود السنة (٤٦٩٥)، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٣)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٥٢).
(٥) أعلام السنة المنشورة للحافظ الحكمي، ص ٧٢ ط إدارة البحوث. .