للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (١) {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (٢) {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (٣) الآية. والمنافع في هذه الآية هي منافع الدنيا والآخرة كما قال مجاهد رحمه الله.

وفضائل الحج كثيرة قد وردت بها النصوص، فمنها الآية المتقدمة، ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - حين «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور (٤)» متفق عليه. وحين قالت عائشة رضي الله عنها: «يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور (٥)» رواه البخاري.

واختلفت عبارات السلف في تفسير الحج المبرور، فمنهم من قال: الذي لا يخالطه إثم، ومنهم من قال: الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق، وقيل: الذي لا معصية بعده، يجمعها أنه الذي يؤدى تقربا لله وطاعة له خالصا من أدران الشرك صغيره وكبيره والبدع والمعاصي، ويكون حاملا لصاحبه على إحسان العمل بعده.

ومن كانت هذه صفة حجه كان مقبولا مأجورا، يقول صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (٦)» متفق عليه، وفي رواية لمسلم: «من أتى هذا البيت فلم يرفث (٧)». . . الحديث،


(١) سورة الحج الآية ٢٦
(٢) سورة الحج الآية ٢٧
(٣) سورة الحج الآية ٢٨
(٤) صحيح البخاري الإيمان (٢٦)، صحيح مسلم الإيمان (٨٣)، سنن الترمذي فضائل الجهاد (١٦٥٨)، سنن النسائي الجهاد (٣١٣٠)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠٨)، سنن الدارمي الجهاد (٢٣٩٣).
(٥) صحيح البخاري الحج (١٥٢٠)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٨).
(٦) صحيح البخاري الحج (١٥٢١)، صحيح مسلم الحج (١٣٥٠)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٧)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٤٨)، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٦).
(٧) صحيح البخاري الحج (١٥٢١)، صحيح مسلم الحج (١٣٥٠)، سنن الترمذي الحج (٨١١)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٧)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٤٨)، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٦).