للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلك التواريخ أناجيل لأنها تتكلم عن إنجيل المسيح وتجيء بشيء منه. ولذلك بدأ مرقس تاريخه بقوله: بدأ إنجيل يسوع المسيح - ثم قال حكاية عن المسيح - ١: ١٥: فتوبوا وآمنوا بالإنجيل. فالإنجيل الذي أمر الناس أن يؤمنوا به ليس هو أحد هذه التواريخ الأربعة ولا مجموعها، وهو الذي سماه بولس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي - الإنجيل - المطلق ٢: ٤ وإنجيل الله ٢: ٨ و ٩ وإنجيل المسيح ٣: ٢. والكتاب الإلهي يضاف إلى الله بمعنى أنه أوحاه، وإلى النبي بمعنى أنه أوحي إليه أو جاء به، كما يقال: توراة موسى.

٣ - كانت الأناجيل في القرون الأولى للمسيح كثيرة جدا، حتى قيل: إنها بلغت زهاء سبعين إنجيلا. وقال بعض مؤرخي الكنيسة: إن الأناجيل الكاذبة كانت ٣٥ إنجيلا. وقد رد صاحب كتاب (ذخيرة الألباب) الماروني القول بكثرتها، وقال: إن سبب ذلك تسمية الواحد بعدة أسماء. وقال: إن الخمسة والثلاثين لا تكاد تبلغ العشرين. وعددها كلها وذكر أن بعضها مكرر الاسم، وذكر منها إنجيل القديس برنابا، وذكر أن جاحدي الوحي طعنوا في الأناجيل ثلاثة مطاعن:

١ - أن الآباء الذين سبقوا القديس يوستينوس الشهيد لم يذكروا إلا أناجيل كاذبة ومدخولة.

٢ - لا سبيل إلى إظهار أسفار العهد الجديد التي خطها مؤلفوها.

٣ - قد فات الجميع معرفة الموضع والعهد اللذين كتبت فيهما.