للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جاءت السنة محذرة من التطفيف في الكيل والوزن، لما في ذلك من الظلم والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل عن طريق التطفيف وبخس الكيل والوزن.

ففي سنن ابن ماجه في كتاب الفتن باب العقوبات بإسناده إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله ورسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا بما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم (١)» اهـ.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وموقوفا، والوقف أصح أنه قال لأصحاب الكيل والوزن: «إنكم قد وليتم أمرين هلكت فيه الأمم السابقة قبلكم (٢)» يعني بهما الكيل والوزن.

وكان ابن عمر رضي الله عنهما يمر بالبائع فيقول: " اتق الله وأوف الكيل والوزن بالقسط فإن المطففين يوم القيامة يوقفون حتى أن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم " (٣) هذه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن بعض


(١) سنن الترمذي ٢/ ٣٤٥.
(٢) سنن الترمذي ٢/ ٣٤٥.
(٣) تفسير القرطبي ١٩/ ٢٥٤.