للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله (١)» الحديث.

وليس المراد من قوله: (فسلم) الوجوب، لأنها واقعة حال لا عموم لها.

فابتداء السلام سنة، ورده واجب، فإذا كان المسلم جماعة فيكون سنة كفاية في حقهم، فمن سلم منهم حصلت سنة السلام.

وإذا كان المسلم عليه أكثر من واحد كان الرد عليهم فرض كفاية، فإذا رد واحد عنهم سقط الرد عن الآخرين.

فالمبتدئ يكفيه أن يقول: السلام عليكم، وأكمله أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما المجيب فلو اقتصر في الرد على قوله: وعليك، جاز، لكن الأفضل أن يقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} (٢) (٣).

مر بنا قبل قليل أن المجيب إذا اقتصر في الرد على قوله: وعليك، أجزأه، لكنه في هذا الجواب قد غرر بأخيه المسلم:

٢ - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:


(١) أخرجه البخاري مع الفتح، كتاب الاستئذان، باب بدء السلام، ١١/ ٣ حديث رقم (٦٢٢٧).
(٢) سورة النساء الآية ٨٦
(٣) انظر: شرح السنة للبغوي: ١٢/ ٢٥٥ وما بعدها، وشرح مسلم للنووي ١٤/ ١٤٠.