للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويدعو لهم (١)».

وقد راعى الإسلام في السلام آدابا ينبغي مراعاتها والأخذ بها:

٢٦ - فعن أبي هريرة رضي عنه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير (٢)» والمراد بقوله " يسلم " ليسلم، كما جاء في المسند (٣)، وهو على سبيل الاستحباب (٤)، والحكمة من هذا -كما قال المهلب -: تسليم الصغير؛ لأجل حق الكبير؛ لأنه أمر بتوقيره والتواضع له، وتسليم القليل، لأجل حق الكثير، لأن حقهم أعظم، وتسليم المار؛ لشبهه بالداخل على أهل المنزل، وتسليم الراكب؛ لئلا يتكبر بركوبه، فيرجع إلى التواضع (٥).

ومن آداب الإسلام أن لا تلقى هذه التحية على من كان يقضي حاجته، فلو سلم المسلم على أخيه المسلم وهو يقضي حاجته فلا يرد عليه السلام:


(١) تحفة الأشراف: ١/ ١٠٨ حديث (٢٨٠) قلت: وإسناده حسن؛ لأن الضبعي صدوق. انظر التقريب ص ١٤٠ وانظر فتح الباري: ١١/ ٣٣.
(٢) أخرجه البخاري مع الفتح، كتاب الاستئذان، باب تسليم القليل على الكثير، ١١/ ١٤ حديث (٦٢٣١). ومسلم، كتاب السلام، باب يسلم الراكب على الماشي والقليل على الكثير، ٤/ ١٧٠٣ حديث (١).
(٣) مسند الإمام أحمد: ٢/ ٣١٤.
(٤) انظر فتح الباري: ١١/ ١٧.
(٥) فتح الباري: ١١/ ١٧.