للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أ - اختصار الحديث:

المقصود باختصار الحديث: الاقتصار على بعض متنه، وحذف بعضه، وقد اختلف المحدثون في جواز ذلك على أقوال ذكرها العراقي في ألفيته بقوله:

وحذف بعض المتن فامنع أو أجز ... أو إن أتم أو لعالم ومز

ذا بالصحيح إن يكن ما اختصره ... منفصلا عن الذي قد ذكره

قال السخاوي في شرح هذه الأبيات: وعن مالك فيما رواه عنه يعقوب بن شيبة أنه كان لا يرى أن يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني دون غيره، كما صرح به أشهب (١)، إذ قال: (سألت مالكا عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد؟! قال: أما ما كان منها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أكره ذلك، أكره أن يزاد فيها وينقص منها، ما كان من قول غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أرى بذلك بأسا إذا كان المعنى واحدا).

والقول الثاني: جواز ذلك مطلقا، أحتاج إلى تغيير لا يخل بالمعنى أم لا؟ وبه قال مجاهد وابن معين وغيرهما.

والقول الثالث: التفصيل فأجزه إن أتم -بضم أوله- بحيث أمن بذلك من تفويت حكم أو سنة، أو نحو ذلك وإلا فلا.

والقول الرابع: تفصيل آخر فأجزه كما ذهب إليه الجمهور إن وقع لعالم عارف وإلا فلا (٢).


(١) أشهب بن عبد العزيز صاحب مالك (٢٠٤ هـ)، الشذرات (٢/ ١٢).
(٢) انظر: فتح المغيث شرح ألفية الحديث (٢/ ٢٥١ - ٢٥٣).