ز- بروز شخصية المختصر، وفرضها على القارئ، وفرض فهمه وحكمه على الكتاب ومسائله، مما يؤدي بصورة غير مباشرة إلى إهمال أو تذويب شخصية القارئ، ومن هنا كانت المطولات من الكتب القيمة أقوى في تربية الملكة لدى القارئ، وتنمية مداركه، وقدرته على الاستنباط والتحليل، والنظر والترجيح، وهذا له أثره في تكوين ملكة الإبداع والتجديد، وعكسه أدعى إلى الرضا بشخصية المتلقي المتلقن الذي يؤدي به إلى التقليد، وخاصة عند حذف آراء العلماء وأدلتهم وأصولهم.
ح- قد يؤدي الاختصار وكثرة الرجوع إلى المختصرات إلى قطع الصلة بالأمهات والمبسوطات، وهذا ما يعاني منه كثير من طلبة العلم في عصرنا، فإن الكثير منهم إذا رجع إلى أصول الكتب مل وسئم، وضاق صدره بعباراتها، وخفي عليه كثير من مصطلحاتها.
والأنكى عندما يغدو التعليم مقتصرا على المذكرات التي تتصف غالبا بقلة مادتها، وركاكة أسلوبها، وضحالة موضوعاتها، فلن يعود المتعلم إلى الأمهات أبدا، اللهم إلا في اقتطاف المعلومة على وجه السرعة في البحوث والرسائل العلمية.
ط- ومن العيوب إضاعة الوقت، فإنه لو بذل مثل هذا الوقت أو نحوه في التأليف والابتكار لكان أولى وأكثر نفعا.
ي- قد يؤدي الاختصار إلى أن يدمج الكتاب المختصر مع الأصل، فيصيران شيئا واحدا، ويضيع جهد المصنف للأصل، ويهمل ذكره، وهذه جناية علمية، ونكران للجميل، ونسبة للفضل إلى غير أهله،