للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن حقيقة هذه الشهادة العظيمة -شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم- الاقتداء والتأسي به صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والرد إليه في حياته عند التنازع، وإلى سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وتقديم سنته على رأي كل أحد كائنا من كان والحذر من مخالفته ومشاقته ومحادته صلى الله عليه وسلم. يقول الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (١). ويقول عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٢). ولما ادعى أقوام محبة الله سبحانه أنزل آية الامتحان في سورة آل عمران وهي قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (٣).

ويقول أيضا جل وعلا: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (٤). ويقول عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (٥). ويقول سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (٦).


(١) سورة الأحزاب الآية ٢١
(٢) سورة الحشر الآية ٧
(٣) سورة آل عمران الآية ٣١
(٤) سورة النساء الآية ٥٩
(٥) سورة الحجرات الآية ١
(٦) سورة الأحزاب الآية ٣٦