للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا ما نعتقده وندين الله به.

وإني إذ أقرر هذه الأصول العظيمة الواجبة الاتباع أستنهض همم إخواني المسلمين في داني الأرض وقاصيها وأستثير عزائمهم إلى التمسك بذلك والاعتناء به، وأدعوهم إلى أن يرجعوا إلى ربهم في سرهم وعلانيتهم، ويصدقوا فيما بينهم، وأن تتصافى قلوبهم وتتوحد كلمتهم وتجتمع صفوفهم، ويكون الهدف والقصد واحدا وهو تحكيم الشرع الشريف ورفض القوانين الوضعية التي عزل بها الكتاب والسنة. فبذلك يقوم لنا مجدنا، ونكون السباقين إلى كل خير، المنصورين في كل حلبة. قال الله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (١).

وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (٢).

هذا وإني قد فتحت الباب على مصراعيه لمن يريد المذاكرة معي في أي شيء مما يراد به الحق ونصرة الإسلام والمسلمين.

وختاما أوصي إخواني المسلمين باغتنام بقية هذا الشهر الشريف وأن يختموه بتوبة نصوح ويتعرضوا فيه لنفحات رحمة المولى تبارك وتعالى، فإن لله في أيام الدهر نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، فمن أصابته سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وأحرى الأيام بها أيام هذا الشهر العظيم. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «شهر رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار».


(١) سورة آل عمران الآية ١٣٩
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٣