للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنحه ما يعلي ذكره من الخير ورفعه. آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فقد وصل إلي كتابك المتضمن السؤال عن النفث في الماء ثم يسقاه المريض استشفاء بريق ذلك النافث وما على لسانه حينئذ من ذكر الله تعالى أو شيء من الذكر كآية من القرآن ونحو ذلك.

فأقول وبالله التوفيق: لا بأس بذلك فهو جائز، بل قد صرح العلماء باستحبابه.

وبيان حكم هذه المسألة مدلول عليه بالنصوص النبوية، وكلام محققي الأئمة. وهذا نصها: قال البخاري في صحيحه: (باب النفث في الرقية) ثم ساق حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاثا ويتعوذ من شرها فإنها لا تضره. وساق حديث عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده (١)». وروى حديث أبي سعيد في الرقية بالفاتحة - ونص رواية مسلم «فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل (٢)». وذكر البخاري حديث عائشة أن النبي كان يقول في الرقية: «بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا (٣)».

وقال النووي: فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.

وقال البيضاوي: قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلا في النضج وتعديل المزاج، وتراب الوطن له تأثير في حفظ


(١) صحيح البخاري الطب (٥٧٤٨).
(٢) صحيح مسلم السلام (٢٢٠١)، سنن أبو داود البيوع (٣٤١٨)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٤).
(٣) صحيح البخاري الطب (٥٧٤٥)، صحيح مسلم السلام (٢١٩٤)، سنن أبو داود الطب (٣٨٩٥)، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٢١)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٩٣).