أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد: فهذه رسالة نفيسة للإمام موفق الدين بن قدامة المقدسي صاحب كتاب المغني في الفقه الحنبلي. وهي وإن كانت صغيرة الحجم فهي غزيرة الفائدة، وتكشف عن نبوغ الإمام المصنف وعلمه بالعقيدة السلفية وذبه عنها، فقد عهده الناس فقيها أصوليا من خلال كتبه في الفقه، وفي هذا الكتاب يدافع عن عقيدة السلف في كلام الله، ويرد على من خالفها، مما يدل على تمكنه في هذا العلم.
(أ) أسباب تحقيق الكتاب:
(١) أن الكتاب لم يطبع من قبل.
(٢) دعوى بعض المنتسبين إلى العلم أن كلام الله ليس بحرف ولا صوت، ونسبته إلى أهل السنة. وفي هذا الكتاب رد على تلك الدعوى.
(٣) أن المصنف من العلماء المشهود لهم بالإمامة في الدين والنبوغ في الفقه.