للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباري ولا يتعلق إلا بهذا النظم، فإن الشعر إنما هو كلام موزون، وكان الكفار من أعلم الناس به، فما يتخيل عاقل أنهم زعموا أن في نفس الباري شعرا، ولا أن معنى الكلام شعر.

السادس: أن بعض الكفار زعم أنه يقدر على أن يقول مثله، قال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (١)، وطلب بعضهم تبديله فقال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} (٢)، {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} (٣)، ومن المعلوم اليقيني أنهم لم يريدوا بهذا سوى هذا النظم.

السابع: أن الله تعالى أمر بالاستماع له وقراءته، وأخبر عن سماعه وتلاوته، وذكر له بعضا وجزءا، وأخبر أنه في اللوح المحفوظ والكتاب المكنون والرق المنشور فقال سبحانه: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} (٤)، {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} (٥)، وقال: {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ} (٦)، وقال: {وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ} (٧).


(١) سورة الأنفال الآية ٣١
(٢) سورة يونس الآية ١٥
(٣) سورة الفرقان الآية ٣٢
(٤) سورة الأعراف الآية ٢٠٤
(٥) سورة المزمل الآية ٢٠
(٦) سورة آل عمران الآية ١١٣
(٧) سورة الرعد الآية ٣٦