للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصفاته ليس شيء منها مخلوقا، وكلام الله صفة من صفاته، وهو حروف وأصوات بما بيناه وكذلك قوله: {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (١) يخرج منه القرآن وكل كلام لله تعالى من التوراة والإنجيل وغيرهما وهي حروف على ما قدمنا واستدلاله (بأن الله خالق كل صانع وصنعته) يريد به أن الحروف صنعته، وهذا سفه قد تقدم الجواب عنه، وقول الله تعالى: {لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} (٢) لا دلالة فيه؛ فإن اليد مخلوقة والمكتوب بها من كلام الله غير مخلوق، فإن الله تعالى أخبر أن القرآن العظيم الكريم في كتاب مكنون فقال: {قُرْآنٌ مَجِيدٌ} (٣) {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (٤)، فالقرآن غير مخلوق، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن تناله أيديهم (٥)»، يريد المصاحف التي فيها القرآن، وقال الله تعالى:


(١) سورة البقرة الآية ٢٩
(٢) سورة البقرة الآية ٧٩
(٣) سورة البروج الآية ٢١
(٤) سورة البروج الآية ٢٢
(٥) أخرجه البخاري (٢/ ٣٥٦) ح (٢٩٩٠)، ومسلم (١٨٦٩)، وأحمد (٢/ ١٠) وغيرهم.