يستدلون على فساد دين الإسلام بعمومات أو احتمالات في آيات وأحاديث، ومثل هذا لا يلتفت إليه، ولا يعول عليه، وقد بلغني عن بعض متحذلقيهم أنه قال: الم ليست حروفا إنما هي أسماء الحروف، فألف اسم للألف، ولام اسم لها، وكذلك ميم، فخالف بهذا القول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه سماها حروفا وكذلك أصحابه وسائر الناس فإنهم يسمونها حروفا، ويقولون الحروف المقطعة في أوائل السور، وقد روي عن الشعبي أنه قال:(إن لله في كل كتاب سرا وسره في القرآن الحروف المقطعة في أوائل السور) وروي نحو هذا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وروي عن سعيد بن جبير أنه قال:(هي أسماء الله تعالى لو أحسن العباد توصيلها ألا ترى أن ألف لام راء حاء ميم نون هي الرحمن)(١)، ثم إن هذا القول لا ينفي كونها حروفا وإنما أسماء الحروف حروف، فاسم الألف ثلاثة أحرف ألف
(١) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (١/ ٢٣٠ - ٢٣١) ح (١٦٣، ١٦٤، ١٦٥، ١٦٦) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.