لذلك لا عجب أن نرى فشل العديد من البرامج والأنشطة الترويحية التي يخطط لها في عالمنا الإسلامي، وما ذلك إلا بسبب النقل الحرفي لأنماط غريبة عن مجتمعاتنا الإسلامية، ودونما مراعاة لخصوصية المجتمعات التي نقلت منها هذه البرامج الترويحية، أو التي نقلت إليه هذه البرامج؛ فقد يفضل البرنامج الترويحي نفسه الذي نجح نجاحا كبيرا في مجتمع آخر والعكس صحيح، وهذا يعود إلى التباين في المنطلقات العقدية، والخلفية الثقافية للمجتمعات المنقول منها أو المنقول إليها.
ومما لا شك فيه أن المجتمع المسلم المعاصر يواجه سيلا من الأشكال والأساليب الترويحية، وهي على قسمين: أحدها وفد لها من خارج أرضها وفي بعضها ما يخالف قيم المجتمع المسلم وأعرافه وتقاليده. والآخر نابع من داخل المجتمع ومنطبع بقيمه وتقاليده وأعرافه. وتتزايد تلك الأشكال والأساليب الترويحية يوما بعد يوم، وهذا يحتم وضع قواعد عامة وضوابط محددة تقاس عليها تلك الأنشطة والبرامج الترويحية؛ لمعرفة مدى مناسبتها للمجتمع من عدمه. وحتى يحقق الترويح دوره كاملا من جميع الجوانب في المجتمع المسلم، ينبغي مراعاة عدد من الضوابط الشرعية والأخلاقية العامة، ويمكن إجمالها فيما يلي: