للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالي حتى أسابقك، قالت: فسابقته فسبقته، وخرجت معه بعد ذلك في سفر آخر، فنزلنا منزلا، فقال: تعالي حتى أسابقك، قالت: فسبقني، فضرب بين كتفي وقال: هذه بتلك (١)».

ولقد كان صلى الله عليه وسلم ينظم مثل هذه المسابقة بالأقدام بين الأطفال، ففي الحديث أن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا من بني العباس، ثم يقول: من سبق إلي فله كذا وكذا، قال: فيتسابقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم (٢)».

وكانت المسابقة بالأقدام أمرا معتادا بين الصحابة- رضي الله عنهم- «فعندما قفل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غزوة تبوك قالت الأنصار: السباق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئتم (٣)». فكأن الأنصار يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم في المسابقة فيما بينهم، وأذن لهم. كما جاء في حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في قصة رجوعهم أنه قال: «. . . وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة، هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك، قال: فلما سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا. قال: لا، إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي ذرني فلأسابق الرجل. قال: إن شئت. قال: قلت: اذهب إليك.


(١) الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، ابن أبي شيبة، تحقيق: مختار الندوي، الدار السلفية، ١٤٠٢، ج ١٢، ص ٥٠٨. وكذلك سنن ابن ماجه، تحقيق: خليل شيحا، دار المعرفة، بيروت، ١٤١٦ هـ، كتاب النكاح، باب حسن معاشرة النساء، ج ٢، ص ٤٧٩.
(٢) مسند الإمام أحمد، ج ١، ص ٢١٤.
(٣) الكتاب المصنف، ج ١٢، ص ٥٠٨.