كلهم ردوا وفندوا الأكاذيب على الشيخ محمد، وعلى دعوته المحققة للتوحيد ومن ذلك تسميتها بالوهابية، وبالخوارج، وبالمذهب الخامس، وبالدين الجديد، وبالمبتدعة. وما ذلك إلا أن الوهابية معروفة من القرن الثاني الهجري في المغرب. بأنها فرقة خارجية أباضية، تنسب إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الأباضي، المتوفى عام (١٩٧هـ) على رواية، وعام (٢٠٥هـ) على رواية أخرى بشمال أفريقيا.
وقد اكتوى أهل المغرب بهذه الفرقة وبنارها، وأفتى علماء الأندلس، والمالكية بالمغرب بكفرها، فنقب المستشرقون، وأهل الفكر في الدول الغربية، التي تستعمر السواد الأعظم من ديار المسلمين ذلك الوقت، ووجدوا بغيتهم في تلك الفرقة التي لها تاريخ أسود مع علماء الأندلس والشمال الأفريقي، فأرادوا من باب التنفير، والإفساد بين المسلمين، إلباس الثوب الجاهز، بعيوبه، لهذه الدعوة السلفية التصحيحية، من باب التفريق بين المسلمين، وإثارة الشحناء، ويرون أنفسهم الفائزين في مكسب أحد الطرفين أو خسارته. وقد أوضحت في كتابي:(تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية) شيئا من ذلك، وكان أصله مناظرة مع بعض علماء المغرب الأقصى