بتبذير، وصرفه في الأطعمة النفيسة التي لا تليق بحاله تبذير.
وعلى هذا فالتبذير أخص من الإسراف؛ لأن التبذير يستعمل في إنفاق المال في السرف أو المعاصي، أو في غير حق، والإسراف أعم من ذلك، لأنه مجاوزة الحد، سواء أكان في الأموال أم في غيرها، كما يستعمل الإسراف في الإفراط في الكلام أو القتل وغيرهما.
وقد فرق ابن عابدين بين الإسراف والتبذير من جهة أخرى، فقال:" التبذير يستعمل في المشهور بمعنى الإسراف، والتحقيق أن بينهما فرقا، وهو أن الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائدا على ما ينبغي، والتبذير: صرف الشيء فيما لا ينبغي "(١).
ومثله ما جاء في " أدب الدنيا والدين ": " والتبذير: الجهل بمواقع الحقوق، والسرف الجهل بمقادير الحقوق ". . ويقول الراغب الأصفهاني: " إن التبذير في الحقيقة أقبح من الإسراف؛ لأن بجانبه حقا مضيعا، ولأنه يؤدي بصاحبه إلى أن يظلم غيره، ولهذا قيل إن المبذر أقبح؛ لأنه جاهل بمقدار المال الذي هو سبب استبقاء