للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقضي على حياة الأمن والاستقرار، كما أن فيه كسرا لنفوس الفقراء وبطرا لأهل الغنى (١).

٣ - الإسراف ودواعي الشر والإثم: فالسرف داع إلى أنواع كثيرة من الشر؛ لأنه يحرك الجوارح إلى المعاصي ويشغلها عن الطاعات، كما أنه يحرك الغرائز الساكنة أو الكامنة في هذه النفس، وحينئذ لا يؤمن على الفرد من الوقوع في الإثم والمعصية. فالشيطان أعظم ما يتحكم في الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه (٢)».

٤ - الإسراف وتأثيره على البيئة: يعتبر الإسراف سببا رئيسا من أسباب تدهور البيئة واستنزاف مواردها. وهو وإن كان متعدد الصور والأساليب، إلا أنه يؤدي بشكل عام إلى نتيجة واحدة:


(١) د. حمد الجنيدل (نظرية التملك في الإسلام) مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤٠٣ هـ، ص ٨١.
(٢) رواه الترمذي في الزهد، باب ما جاء في كراهية كثرة الأكل، رقم ٢٣٨١، وقال هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضا ابن حبان، وابن ماجه، والحاكم وصححه الذهبي. ينظر: ابن الأثير جامع الأصول في أحاديث الرسول، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة الحلواني، بيروت ١٣٩١ هـ، ٧/ ٤١٠.