للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمرا مباركا ومديدا.

إذ لا يكفي الإنسان في طعامه وشرابه أن يتناول نوعا واحدا، فلا بد من توافر الاحتياجات الأساسية من مثل: الماء، والسكريات، والبروتينات والشحوم والدهون، والفيتامينات، وبعض العناصر المعدنية.

إن الإنسان إذا أكل ما يسد به جوعه، وشرب ما يسكن به ظمأه، فإن هذا مطلوب عقلا، ومندوب إليه شرعا، لما فيه من حفظ النفس وصيانة الحواس.

يقول محيي الدين مستو في كتابه (الطعام والشراب بين الاعتدال والإسراف) (١). إذا كانت التخمة تمرض وتميت، فإن الحرمان يمرض النفس ويفتر عن العبادة أما الوسطية فإنها تنشط النفس وتظهر روحانيتها. فالاعتدال توسط بين التقتير والإسراف، وبين البخل والإنفاق الزائد عن الحلال في المأكل والمشرب.

وقد حث رسول الله عليه السلام على الاعتدال وحض على التقلل من الطعام والشراب، فقال عليه الصلاة والسلام: «الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد (٢)» رواه مسلم.

قال حاتم الطائي ذاما كثرة الأكل:

فإنك إن أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا

إن الاعتدال، إذن، هو التوسط بين الجوع والتخمة، بالتقليل من كمية الطعام والشراب، دون أن ينقص عن حاجة البدن والعمل،


(١) محيي الدين مستو (الطعام والشراب) ص ٢٧.
(٢) صحيح البخاري الأطعمة (٥٣٩٣)، صحيح مسلم الأشربة (٢٠٦٠)، سنن الترمذي الأطعمة (١٨١٨)، سنن ابن ماجه الأطعمة (٣٢٥٧)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٥٧)، سنن الدارمي الأطعمة (٢٠٤٠).