وإذا انتشر الترف في الأمة أودى بها إلى الفناء. ومن هذه المنطقة إضاعة المال. والرسول الكريم نهى عن إضاعة المال، كما روى ذلك الشيخان.
وانسجاما مع أسلوب ومنطقة الاعتدال والقوام، وبعدا عن أسلوب ومنطقة الإسراف والتبذير، وضع الإسلام قيودا نوعية وكمية وقعد قواعد حاكمة للعملية الاستهلاكية. ومن ذلك:
١ - النهي عن حياة الترف: والترف هو المبالغة في التنعم، والمترف هو المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها. والإسلام لا يحبذ الترف بل يعده سلوكا غير سوي، وسببا في نزول العذاب وهلاك الأمم ودمارها، ومؤشرا على الابتعاد عن الطريق القويم، وعلامة على تخلخل كيان المجتمع واهتزازه، قال تعالى:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}(١).
٢ - النهي عن الإسراف والتبذير والسفه: والإسراف - كما بينا - هو تجاوز القصد والاعتدال في الإنفاق، وهو ما دون الترف. أما التبذير فيعني إنفاق المال وتفريقه إسرافا في غير ما ينبغي. والسفه ضد الرشد. وقد نهى الشرع عن الإسراف والتبذير لما ينطوي عليهما من تبديد غير واع لموارد الفرد والمجتمع.
٣ - الأمر بالاعتدال في الإنفاق: بحيث يكون المسلم متوازنا بين مصالح الدين والدنيا والروح والمادة. فالنهي عن الترف والإسراف والتبذير، لا يعني الدعوة إلى البخل والشح والتقتير،