للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكل من ادعى الولاية فلا بد من سبر أحواله ومعرفة ما هو عليه، فإن كان متصفا بما وصف الله به أولياءه المؤمنين، مجانبا لحزب الشيطان وأوليائه الضالين المضلين، وكان مقيما لشعائر الدين، من تحقيق التوحيد، وإقامة الصلاة في الجمع والجماعات، وكان من الدعاة إلى الله، واتصف بما عليه سلف الأمة وأئمتها هديا وسمتا وخلقا وحالا ومقاما، وصلحت نيته بذلك، فهذا يرجى أن يكون من أولياء الله المتقين الذين قال الله فيهم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (١) {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (٢) فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا، ومن ادعى الولاية بدون ذلك فهو مدع:

والدعاوى ما لم يقيموا عليها ... بينات أبناؤها أدعياء

وأما كتابته تحت كلمة الإخلاص: (شيخ عبد القادر شيئا لله) فهذا يحتاج إلى فهم معنى ما كتبه، فإن كان يسأل من الشيخ عبد القادر شيئا فهذا من دعاء غير الله، وطلب الحوائج من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر بلا شك، فإذا اتضح له وبين له كلام العلماء فأصر وعاند فهو مشرك كافر، كما قال تعالى. {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (٣).


(١) سورة يونس الآية ٦٢
(٢) سورة يونس الآية ٦٣
(٣) سورة المؤمنون الآية ١١٧