للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما كان عباد اللات والعزى يفعلونه عند هذه الأوثان، ولا يشك مسلم في تحريم ذلك، قال الله حاكيا عن المشركين: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} (١) وقال حاكيا عنهم: {نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} (٢).

وعن أبي واقد الليثي قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. قال: إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم (٣)» رواه الترمذي وصححه.

وأما الطواف بالقبر، وطلب البركة منه، فهو لا يشك عاقل في تحريمه وأنه من الشرك، فإن الطواف من أنواع العبادات، فصرفه لغير الله شرك، وكذلك البركة لا تطلب إلا من الله، وطلبها من غير الله شرك كما تقدم في حديث أبي واقد الليثي.

وأما النذر للقبر فلا يجوز، فإن النذر عبادة، وصرفه لغير الله شرك أكبر، كما قال الله سبحان: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} (٤)


(١) سورة الأعراف الآية ١٣٨
(٢) سورة الشعراء الآية ٧١
(٣) سنن الترمذي الفتن (٢١٨٠)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢١٨).
(٤) سورة الإنسان الآية ٧