للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم لعن زوارات القبور» رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه.

وأما اختلاط النساء بالرجال سافرات الوجوه فلا شك في تحريم ذلك، وأنه أعظم وسيلة إلى الفاحشة، قال الله سبحانه: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (١).

وأعظم من ذلك اعتقاد ذلك دينا، وأنه يرضي الله، وهو من المحرمات الظاهرة، بل من كبائر الذنوب وعظائم المعاصي، بل بعض ما ذكر شرك صريح ظاهر.

وبالجملة فجميع ما تضمنه هذا السؤال هو من المنكرات في الدين. ومما يغضب رب العالمين وأولياءه الصالحين، ولا يرضى بذلك من في قلبه أدنى غيرة لله سبحانه، وأدلة ذلك واضحة من الكتاب والسنة، ولكن الحال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس (٢)».

وروي عن ابن مسعود أنه قال: " كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يصير المعروف فيها منكرا والمنكر معروفا ينشأ على هذا الصغير


(١) سورة الأحزاب الآية ٣٣
(٢) روي هذا الحديث بعدة ألفاظ أحدها: " إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها وليعقلن الدين في الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل. إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي ". رواه الترمذي وقال حديث حسن