للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (١)» متفق على صحته. وقيامها يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير.

قد دلت هذه السورة العظيمة أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر مما سواها. وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده. فجدير بالمسلمين أن يعظموها وأن يحيوها بالعبادة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسم أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأن أوتار العشر الأواخر أرجى من غيرها، فقال عليه الصلاة والسلام: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر (٢)» وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائما، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع، فمن قام ليالي العشر كلها إيمانا واحتسابا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز


(١) رواه البخاري في (الصوم) باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا برقم (١٩٠١)، ومسلم في (صلاة المسافرين) باب الترغيب في قيام رمضان برقم (٧٦٠)
(٢) رواه البخاري في (الاعتكاف) باب الاعتكاف في العشر الأواخر برقم (٢٠٢٧) والترمذي في (الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في ليلة القدر برقم (٧٩٢)