للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعله أهل التأويل، وليس مراده نفي المعنى الصحيح الموافق لظاهرها الذي فسرها به السلف، فإن هذا ثابت (١).

وقال أبو محمد البربهاري (ت ٣٢٩) رحمه الله تعالى: " وكل ما سمعت من الآثار شيئا مما لم يبلغه عقلك- وذكر أحاديث في الصفات- فعليك بالتسليم والتفويض والرضا، ولا تفسر شيئا من هذه بهواك، فإن الإيمان بهذا واجب، فمن فسر شيئا من هذا بهواه ورده فهو جهمي " (٢).

فهذه الآثار تدل على أن العلماء حينما ينهون عن تأويل الصفات وتفسيرها، فإنهم إنما أرادوا بذلك التفسير المحدث.

فتبين بهذا أن ابن قدامة رحمه الله تعالى ليس مفوضا، حيث إنه برد متشابه كلامه إلى محكمه يتبين مراده، وكذا برد كلامه إلى كلام السلف، يتبين أنه لم يأت ببدع من القول، والله تعالى أعلم.

خامسا: شيوخه:

تتلمذ أبو محمد رحمه الله تعالى على عدد من العلماء الأجلاء، ونال منهم حظا وافرا من العلم، ومن هؤلاء العلماء: - أحمد بن صالح الجيلي البغدادي، المتوفى سنة ٥٦٥ هـ.


(١) شرح لمعة الاعتقاد (ص ٢١)، انظر: الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الله الجبرين (ص٨٤، ٨٥).
(٢) شرح السنة للبربهاري ص (٣١، ٣٢).