للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقته وما يملك في بيان الدين ودعوة الناس إليه، حتى تركهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

وقد عظم الله عز وجل منزلة رسوله عليه الصلاة والسلام عنده وأعلى قدره، وخصه بفضائل ومحاسن تدل على شرفه ورفعة مكانته، وأثنى عليه بها وأثابه عليها الجزاء الأوفى، وإن العلم بما خصه الله به من الفضائل الكريمة والمحاسن الجميلة والأخلاق الحميدة وتأييده بالمعجزات الباهرة والبراهين الواضحة ليغرس في القلوب محبته والإيمان به، ويوجب على الأمة طاعته والتمسك بسنته، والسير على نهجه واقتفاء أثره، والتحاكم إليه وإلى سنته في كل شأن من شؤون الحياة، عن إيمان راسخ وحب صادق، يقول تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (١)، ويقول تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢).

وفي القرآن الكريم آيات بينات دالة على عظيم قدره وعلو منزلته عند ربه جل وعلا، منها أن الله عز وجل نادى أنبياءه بأسمائهم، أما هو فقد ناداه بوصفه الشريف " الرسول " في موضعين من القرآن، و " النبي " في ثلاثة عشر موضعا، وناداه بوصف مشتق من حالته التي كان عليها " المزمل "، " المدثر" لطفا به وتأنيسا له وشفقة عليه.


(١) سورة النساء الآية ٦٥
(٢) سورة آل عمران الآية ٣١