للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باسمه ليستشعر اللطف والتكريم من ربه، وقد سبق مثل هذا في الحديث عن ندائه بـ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} (١)

وقوله {قُمْ فَأَنْذِرْ} (٢) قيل: المراد قم قيام عزم وتصميم ومبادرة وامتثال، وقيل: بل المعنى على الحقيقة فإنه كان مضطجعا متدثرا بثوب أو رداء، ولا مانع أن يراد هنا المعنى الحقيقي مع المعنى المجازي، الذي يحصل منهما القيام بهذا الأمر والنشاط فيه، وجاءت الفاء في قوله: {فَأَنْذِرْ} (٣) لإفادة التعقيب للشروع في الإنذار المأمور به، ولم يقل هنا: وبشر؛ لأنه كان في ابتداء النبوة لأن غالب أحوال الناس يومئذ محتاجة إلى الإنذار والتحذير، أو هو من باب الاكتفاء لأن الإنذار يلزم منه ما يقابله وهو التبشير (٤).


(١) سورة المزمل الآية ١
(٢) سورة المدثر الآية ٢
(٣) سورة المدثر الآية ٢
(٤) ينظر: حاشية الخفاجي ٩/ ٣٢٠، روح المعاني ٢٩/ ١١٦، تفسير التحرير والتنوير ٢٩/ ٢٩٤، ٢٩٥