للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: هما اسمان من أسماء القرآن (١)، وقيل هما اسمان لهاتين السورتين.

وقيل-: روي أنه عليه الصلاة والسلام كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه، ويرفع الأخرى من طول القيام، فأمر أن يطأ الأرض بقدميه معا، ولا يتعب نفسه بالاعتماد على قدم واحدة، وكأن الأصل طأ، فقلبت همزته هاء، كما قالوا: هياك في إياك، وهرقت في أرقت، ويجوز أن يكون الأصل من وطي على ترك الهمزة فيكون الأمر أصله: ط يا رجل، ثم أثبت الهاء فيها للوقف (٢).

والذي يظهر لي أن (طه) و (يس) من الحروف المقطعة التي استأثر الله بعلمها، مما افتتح بها بعض سور القران. أما القول بأنها معلومة المعنى فظاهر فيه التكلف، وليس لهم دليل على صحة ما ادعوه، وليسا اسمين للنبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن القيم: " وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل، ولا أثر عن صحابي، وإنما هذه الحروف مثل: الم وحم والر، ونحوها ".


(١) رواه الطبري عن قتادة ٢٢/ ٩٧، وانظر: النكت والعيون ٥/ ٥
(٢) ينظر معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٤٩، التفسير الكبير ٢٢/ ٣