للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذهب بعضهم إلى أن المقول هو الجملة المؤكدة فقط {إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (١) دون النداء، أما النداء فهو من كلام الله تعالى، تبرئة له عليه الصلاة والسلام عما نسبوه إليه، لكن رد هذا بأنه خلاف الظاهر، فالكل من كلامهم، ولأن فيه تفكيكا للكلام واعتراضا لا دليل عليه، وقد سبقهم في هذا فرعون بقوله في حق موسى عليه السلام: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} (٢).

قيل: وتقديم الجار والمجرور (عليه) على نائب الفاعل (الذكر)، لأن إنكارهم متوجه إلى كون النازل ذكرا من الله تعالى، لا إلى كون المنزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في قوله سبحانه: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (٣) فإن الإنكار هنا متوجه إلى كون المنزل عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام (٤).


(١) سورة الحجر الآية ٦
(٢) سورة الشعراء الآية ٢٧
(٣) سورة الزخرف الآية ٣١
(٤) ينظر: روح المعاني ١٤/ ١٢